روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | صور ظلم الدعوة..!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > صور ظلم الدعوة..!!


  صور ظلم الدعوة..!!
     عدد مرات المشاهدة: 4972        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم.

يتجلّى كمشهد قاتم، في حديقة غانية خصيبة، فتختفي رياض الحسن، ويبزغ ذلك المشهد الكئيب، فلا يرى الخلق سواه، لأنه بروز سيطر على المشهد، وأنسى ما بعده،!!!

فمن ظلم النفس، الى ظلم الآخرين، فظلم الدعوة، لأننا قد نظلم الدعوة ونحن لا نشعر، ونظن أننا نحسن صنعا! وهو لا يقل فداحة عن تلك، لأنه تشويه للدعوة، وإزراء لأهلها، وتقليص لثمارها، بل تتسع نقدات الناس وتوبيخهم الى درجة البخس والتطاول كما قيل:

ومَن دعا الناس الى ذمهِ *** ذموه بالحق وبالباطلِ..!!

ولذلك صور مشهورة منها:

ـ تصدير الجهلة والسطحيين.

ـ تجريدها من العلم وأخذها بعفوية.

ـ تراجعها تطويريا وتجديديا.

ـ الإمتنان بنشاط محدود.

ـ العطاء الجزئي لها.

ـ تفعيلها في إطار حزبي، أو مذهبي أو فكري، وحرمان الكفاءات من المشاركة!!

ـ الإعتناء بالكم على حساب الكيف والنوعية.

ـ اداؤها في شكل مؤسسي فوضوي، أو مترهل، لايراعي أولوياتها وفقهها الرفيع.

في صور اخرى كثيرة لا تنقضي، والمهم هنا ان الدعوة نحتاج إليها، وليس هي من تحتاج إلينا، لأنها نعمة الله علينا، ونوره وهدايته، كما قال تعالى: {والذين إهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} [محمد:13] وقال: {بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان إن كنتم صادقين} [الحجرات: 17] وكما قال رجل للإمام احمد رحمه الله: جزاك الله عن الاسلام خيرا، فقال: بل جزى الله الاسلام عني خيرا!!

والدعوة كمفازة وسيعةِ لا حد لها، اذا سار فيها المرء بلا دليل أو برهان، ضل وزادت حيرته، وإشتدت متاعبه!! والوالج للدعوة بلا علم وانوار، لايبرح يزيد تخبطه، وتتعاظم أخطاؤه!!! ومن ثم يقع في ظلمها!!

ولذلك كان العلم الشرعي المتين كالنور الوضاء في الدياجي الملتبسة، والأحوال المختلطة، والحائل دون الوقيعة في الأخطاء الدعوية، التي هي تجسيد لصور الظلم الدعوي، فعلمك ووعيك يجعلك بعينين بصيرتين، تميز وتعي وتتقي!

¤ والا فما قيمة العلم حينئذ؟!

وما إنتفاع اخي الدنيا بناظره *** اذا إستوت عنده الأنوار والظلمُ!!

العلم المستنير، والمستقى من مصادر سليمة، وعلى ايدي أشياخ معتبرين، ضمان الحراك الدعوي الصحيح، الذي يوقر الدعوة، ويحفظ لها مساراتها وممارساتها،، فلا ضيق أو تخلف أو تحزب! بل وعي وإدراك وتجديد.

تنتهي الى ديمومة دعوية وإصلاحية، لاتزال تسمو وترتقي، وتأبى كل صور التخلف والرجوع والسخف.

لأن الدعوة يصدق عليها كممارسة جمالية لإداب الإسلام، وأي إساءة أو تشويه وتسطيح، من شأنه ان يصد عن سبيل الله، ويعكس صورة لا يرتضيها جميع العقلاء.

وهنا اجلي بعض الصور الجمالية العادلة للدعوة في الاسلام نحو:

1= اللغة الحانية في البلاغ الاسلامي.

2= التحلي بالخلق والصبر والحلم.

3= إحتواء العصاة والمقصرين.

4= كظم الغيظ والدفع بالتي هي أحسن.

5= تأدية البلاغ وعدم إستعجال الثمرات، بل عدم التعويل عليها احيانا.

6= تجلي الفقه الصحيح تجاه كل موقف دعوي، عبر تأمل ودراسة دقيقة.

7= التعامل مع موقف بحسبه، فلا غلو أو جفاء.

والمتعين تعلمه هنا، أن الدعوة علم عتيق أصيل، مثله مثل التفسير والحديث واللغة، يجب تعلمه والسهر عليه، وليس كلأ مباحا يطرقه كل الناس كما هو شائع للأسف الشديد، فلا بد له من كليات ومراجع ودورات للتأهيل والتدريب، تفعل للتعليم والتزكية، وليس للترويح والاستمتاع، والسلام.

الكاتب: د.حمزة بن فايع الفتحي.

المصدر: موقع صيد الفوائد.